شهدت الخطوط الجوية التركية في اليومين الماضيين تعيينات جديدة، وكان لنجل شقيق أمينة جولباران، زوجة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حصة منها، بحسب ما نشرته وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية وأخرى معارضة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "حرييت" الأربعاء أشادت بشخص يدعى باران جولباران، وقالت إنه عين في منصب المدير العام المسؤول عن عمليات طيران الخطوط الجوية التركية.
ولم تعط "حرييت" خلفية عن جولباران وصلة قرابته بزوجة الرئيس التركي إردوغان، وأضافت: "باران جولباران. عندما تنظر إليه، تدرك في لمحة أنه قائد طيار بالفعل".
وتابعت: "لا يهرب من المسؤولية. لا يضيع. بمعنى آخر أنه مناسب تماما للمهمة المحددة. لقد اتخذ مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية القرار الصحيح في كل الأوقات".
وردا على المقالة التي نشرتها الصحيفة المقربة من الحكومة التركية كتب الصحفي والمعارض التركي، فاروق بيلدرجي عبر "تويتر": "هناك قطعة مهمة مفقودة في مقال حرييت".
وكشف أن باران جولباران هو ابن شقيق "السيدة الأولى" زوجة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
وإلى جانب الصحفي بيلدرجي نشرت صحيفة "جمهورييت" المعارضة تقريرا أكدت فيه أن جولباران هو ابن شقيق أمينة إردوغان.
وأضافت أن تعيينه جاء بعد إقالة مفاجئة لنائب المدير العام السابق للخطوط الجوية التركية أيكوت ألبا.
وبحسب "جمهورييت" فقد أعلنت الخطوط الجوية التركية في بيان لها أن الطيار الرئيسي باران جولباران، الذي شغل سابقا منصب مدير التدريب على الطيران قد تم تعيينه نائبا للمدير العام المسؤول عن "عمليات الطيران".
وفي ذات السياق ذكر بيان "الخطوط الجوية التركية" أنه تم تعيين مراد جوكايا مدير التدريب (أسطول 777) في المنصب الذي تركه جولباران.
"لأول مرة في تاريخ الشركة"
وسبق وأن تولى جولباران منصب عضو مجلس الإدارة المخول بتمثيل شركة الخطوط الجوية التركية للتدريب على الطيران وعمليات المطار، في أغسطس 2020.
ويبلغ جولباران من العمر 31 عاما، وبذلك يكون تعيينه هو الأول في تاريخ الشركة، من حيث تولي منصب نائب المدير العام شخص صغير في السن.
وكان جولباران قد بدأت حياته المهنية في مجال الطيران في عام 2008، في أسطول شركة الخطوط الجوية التركية طراز "بوينغ 737".
وعمل كطيار ثان حتى عام 2013، لينتقل هنا إلى منصب "طيار قائد" في أسطول الخطوط التركية ذاته، كما شغل منصب رئيس التخطيط لفريق الشركة لمدة ثلاث سنوات.
وبينما لم يصدر أي رد أو موقف من أحزاب المعارضة على التعيينات الجديدة في شركة الخطوط الجوية التركية، لاقى خبر تعيين جولباران انتقادات من قبل صحافيين معارضين.
وعبروا عن رفضهم لهذه عبر موقع التواصل "تويتر"، وقالوا حسب ما رصد موقع "الحرة" إن هذه الخطوة ترتبط بخطوات سابقة لتعيين جميع أقارب الرئيس في شركة خطوط الطيران.
"زملاء نجل إردوغان"
ما سبق يعيد الذاكرة إلى شهر نوفمبر عام 2019، وحينها أفادت صحيفة "سوزكو" المعارضة بأن الخطوط الجوية التركية باتت خاضعة لسيطرة مجموعة من زملاء الدراسة لنجل الرئيس رجب طيب إردوغان.
وذكرت صحيفة "سوزكو" في ذلك الوقت أن نحو 80 من خريجي مدرسة دينية ثانوية في إسطنبول تدعى "إمام خطيب"، وكان يحضرها أيضا بلال إردوغان نجل الرئيس التركي، يشتركون في إدارة شركة الخطوط الجوية التركية، بينهم عضوان في مجلس الإدارة وأعضاء كبار في قسم الموارد البشرية.
ومن بينهم: محمد إلكر أيشي، يحيى أوستن، مراد شيكر وعبد الكريم جاي.
وتم افتتاح سلسلة مدارس "إمام خطيب" في الأصل لتدريب الأئمة العاملين في الحكومة، لكن تم دعمها بشكل كبير كبديل للمدارس الثانوية الحكومية العادية في ظل حكم حزب "العدالة والتنمية".
ووفقا للصحيفة التركية آنذاك فقد بدأ تغلغل الخريجين من "إمام خطيب" في الخطوط الجوية التركية بعد تعيين محمد إلكير أيشي، وهو مساعد سابق لإردوغان كرئيس لمجلس إدارة الشركة في عام 2015.